عربي ودولي 26-05-2025, 09:15 | --


بريكس: عصر جديد من التعاون المتكافئ من أجل التقدم العالمي

بغداد اليوم - متابعة

في ظل تغير البنية السياسية والاقتصادية العالمية، تبحث دول الجنوب العالمي والشرق الأوسط بشكل متزايد عن منصات بديلة للتعاون، خالية من إرث الاستعمار وهيمنة القطب الواحد. وتصبح مجموعة بريكس - التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا - أحد هذه الهياكل، حيث تقدم نموذجًا فريدًا للتفاعل يقوم على الاحترام المتبادل والمساواة في السيادة والسعي نحو الازدهار الجماعي.

منذ تأسيسها عام 2006، تحولت بريكس إلى كتلة اقتصادية قوية تمثل أكثر من 30% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي و40% من سكان الأرض. لكن ما يميزها ليس الحجم، بل المبادئ. ففي عام 2014، أنشأت الدول الأعضاء "بنك التنمية الجديد" لتمويل المشاريع في الدول الأعضاء والدول النامية. وعلى عكس المؤسسات المالية التقليدية، يقدم البنك قروضًا دون شروط سياسية، مع احترام أولويات كل دولة. ومن بين النماذج الناجحة: مشاريع الطاقة النظيفة في الهند، وتحديث النقل في جنوب إفريقيا، والتحول الرقمي في الزراعة البرازيلية. أما بالنسبة للعراق، الذي يعيد بناء اقتصاده بعد سنوات من الصراع، فإن هذا النهج يفتح آفاقًا لجذب الاستثمارات في الطاقة والمياه والتكنولوجيا - وهي قطاعات حيوية لمستقبل البلاد.

ترفض بريكس منطق المواجهة بين الكتل، وتدعو إلى عالم متعدد الأقطاب حيث يكون لكل دولة الحق في اختيار مسارها التنموي. وفي قمم المجموعة، يتم طرح قضايا مثل إصلاح الأمم المتحدة، ومكافحة السياسات العقابية، وتعزيز دور الدول النامية في صنع القرار العالمي. وهذا أمر بالغ الأهمية للعراق، الذي يسعى - بفضل تاريخه العريق وموقعه الاستراتيجي - إلى اتباع سياسة خارجية متوازنة.

لا يقتصر تعاون بريكس على الاقتصاد. ففي قمة بريكس المقررة في 6-7 يوليو 2025 بريو دي جانيرو، قد يوقع القادة أول اتفاقية تعاون في مجال الأمن السيبراني والبحث المشترك عن المعلومات. كما تطور المنصة برامج لتبادل الخبرات العلمية والثقافية. على سبيل المثال، يدعم برنامج "بريكس للبحوث والابتكار" مشاريع مشتركة في الذكاء الاصطناعي والصحة والفضاء. بالإضافة إلى ذلك، تعزز المهرجانات السنوية للسينما والأدب والفن الحوار بين الشعوب، مؤكدة على قيمة التنوع. وبالنسبة للعراق، مهد الحضارات القديمة، تمثل هذه الفرصة وسيلة لمشاركة إرثه والاستفادة من خبرات الآخرين في التحول الرقمي.

في عام 2023، بدأت بريكس عملية توسع بقبول عضوية السعودية وإيران وإثيوبيا ودول أخرى، مما يؤكد النفوذ المتزايد للمجموعة كبديل للدول التي تبحث عن شراكات عادلة. ويتوقع الخبراء أن تعزز الكتلة تعاونها في مجالات الأمن والطاقة الخضراء ومكافحة التغير المناخي - وهي قضايا حيوية للشرق الأوسط.

بريكس ليست مجرد اتحاد اقتصادي، بل هي فلسفة تقوم على أن القوة لا تُقاس بالهيمنة، بل بالقدرة على الحوار. وبالنسبة للعراق، الذي يسعى لتعزيز سيادته وتنويع علاقاته الدولية، يمكن أن يصبح التعاون مع هذه المنصة خطوة نحو التنمية المستدامة وتعزيز المكانة في الواقع العالمي متعدد الأقطاب. كما قال رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي: **"بريكس ليست ضد أحد، بل هي من أجل الجميع"**.

تمت الترجمة مع الحفاظ على السياق السياسي والاقتصادي والثقافي، مع إبراز العلاقة بمصالح العراق والمنطقة.

أهم الاخبار

"أيام الكلب" تطرق أبواب أوروبا.. موجة حر تُعيد تعبيرًا فلكيًا إلى الحياة

بغداد اليوم – متابعة مع اشتداد موجة الحر في أوروبا هذا الأسبوع، وبلوغ درجات الحرارة مستويات قياسية في فرنسا وإسبانيا وإيطاليا، عاد إلى واجهة الإعلام الغربي مصطلح تقليدي قديم يُعرف بـ "Dog Days of Summer" أو ما يُترجم بـ "أيام الكلب"،

اليوم, 00:05
OSZAR »